هنأت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، خلال بيان جميع المقاتلين والشعب بالذكرى السنوية العاشرة لانتصار مقاومة كوباني ضد داعش مؤكدة على أن لولا الانتصار في كوباني على التنظيم الإرهابي، لشكَّل حتى يومنا هذا خطراً داهماً ومستمراً على العالم برمته.
وجاء في نص البيان: "يصادف اليوم، 26 يناير/ كانون الثاني، الذكرى السنوية العاشرة لانتصار مقاومة كوباني ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وبهذه المناسبة نستذكر جميع شهدائنا من وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، وكافة المتطوعين من أجزاء كردستان ومن العالم أيضاً، الذين توجهوا إلى قلعة المقاومة كوباني وسطروا أروع أنواع البطولة والتضحية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
لا شك أن مقاومة كوباني مثلت بشكل رائع تلك الإرادة الحرة وذاك الإصرار على الانتصار ضد أعتى قوة إرهابية في العالم. ففي وقت كانت فيه كوباني محاصرة من كل الجهات؛ وتواجه هجمات هذا التنظيم الإرهابي الخطير؛ إلا أنها ورغم كل الظروف الصعبة، وقلة الإمكانيات؛ فإنها انتصرت، وأكدت كوباني مرة أخرى أن الإرادة هي من خلقت الانتصار وهي أقوى سلاح في المعركة، فتغلبت على جميع تلك المصاعب، وأثبتت للقاصي والداني أن الإرادة تصنع المقاومة، وبهما حققت نصرها التاريخي.
إن الانتصار في كوباني شكل بداية النهاية لهزيمة جغرافية ماحقة لتنظيم "داعش" الإرهابي، والتي اكتملت بهزيمته على كامل الجغرافيا السورية، ولولا الانتصار في كوباني على التنظيم الإرهابي، لشكَّل حتى يومنا هذا خطراً داهماً ومستمراً على العالم برمته، ويمكننا القول بكل جرأة ووضوح أن النصر في كوباني لم يكن نصراً محلياً، بل هو نصر للعالم أجمع، حيث أن كوباني فتحت الطريق ليتخلص العالم من أسوأ تنظيم إرهابي عرفته البشرية.
لقد شكلت إرادة مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة الـ(YPG) والـ (YPJ) ومقاومتهم في كوباني، الميراث الذي استلهمت منه قواتنا العزيمة والاندفاع نحو تحرير باقي المناطق السورية من إرهاب "داعش"، فمقاومتهم وانتصارهم شكل الركيزة التي استندت عليها قواتنا في إطلاق الحملة تلو الأخرى لتحرير باقي المناطق السورية التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي، بما فيها عاصمته المزعومة "الرقة"، ولتكتب نهايته في "الباغوز".
كما أن مقاومة كوباني وانتصارها في هذا اليوم قبل عشر سنوات، مهدت الطريق أمام تأسيس قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى أنها كانت مرحلة تحول إستراتيجية ونقطة البداية في عقد تحالفات مع العديد من القوى والأطراف الإقليمية والدولية، وخاصة مع قوات التحالف الدولي، التي ساهمت بجهد كبير جنباً إلى جنب مع قواتنا في دحر التنظيم الإرهابي، خصوصاً في انتصار مقاومة كوباني، وهذا الجهد موضع احترام وتقدير كبيرين من قبلنا ومن قبل جميع أبناء شعبنا.
واليوم، وبعد مرور عشر سنوات على ذكرى انتصار مقاومة كوباني، وإذ نحتفل ونحيي هذه الذكرى العزيزة ومعنا كل العالم الحر، فإن قلعة المقاومة كوباني تتعرض الآن لهجمات وحشية متواصلة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، وهي نسخة مكررة من هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي، قد يكون هناك اختلاف في المسميات؛ إلا أن الهدف واحد؛ ألا وهو طمس الإرادة الحرة في كوباني وإخفاء صوت مقاومتها التي انبهر بها العالم.
وفي هذه المناسبة؛ ندعو جميع الشعوب الحرة والدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى ردع الاحتلال التركي ومرتزقته، والحيلولة دون شن أي عدوان على مدينة كوباني التي هزمت تنظيم "داعش" الإرهابي.
بطبيعة الحال في حال أقدم الاحتلال التركي على شن أي عدوان على كوباني؛ بالتأكيد سنخوض مقاومة أقوى من مثيلتها التي خضناها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في عامي 2014 و2015، وقوات سوريا الديمقراطية مصممة على حماية كوباني وأهلها من كل الهجمات التي تتعرض لها، ومن أي جهة كانت، وستقدم التضحيات والغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنها وعدم المس بها.
مرة أخرى نبارك لمقاتلينا ولشعبنا هذه الذكرى، واليوم نحن أكثر عزماً وتصميماً على حماية مناطقنا والدفاع عنها، ولن نتردد في تصعيد المقاومة ضد كل الهجمات والاعتداءات التي تتعرض لها، ومهما كانت الأثمان".